يعد تعاطي المخدرات غير المشروعة من أكبر وأعقد التحديات التي يواجهها العالم في العصر الحديث ومما يزيد الموقف تعقيداً أن المشكلة ذات أبعاد متعددة وهي عالمية لا تعرف الحدود وتطال كافة الدول من أغناها إلى أفقرها وجميع فئات المجتمع وكافة الأعمال كما إنها ترتبط ارتباطاً وثيقا باستفحال الجريمة والفساد والإرهاب على الصعيد العالمي وفي نفس الوقت تدر أرباحاً طائلة لفئة بينما تضر بفئة أخرى ضررا بليغا وتزهق ملايين الأرواح وتهدد بقاء المجتمعات في حد ذاتها ولا يخفى إن تاثير المخدرات العالمية وادمانها تهدد نظم الصحة والتعليم والعدالة الجنائية والرفاه الاجتماعي والاقتصادي والنظم السياسية وقد اكتسبت هذه المشكلة سيطا واسع ووجدت بفضل التكنولوجيا الحديثة ومنها الإنترنت ووسائل ووسائط جديدة لتوسيع نطاق تأثيرها وارباحها.
مشكلة المخدرات اتخذت في بعض البلدان بعداً وبائياً فساهمت في تفاقم سلسلة من المشاكل الاجتماعية والتي تشمل ضمن أشياء أخرى العنف الجريمة المنظمة والفساد والبطالة وسوء الأحوال الصحية ورداءة مخرجات التعليم وكل ذلك يلحق الضرر بالأفراد والمجتمعات ومما لا شك فيه الأهمية الكبرى المترتبة على تلبية احتياجات السكان في تلك المجتمعات وتشكل الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالقضاء على الفقر وضمان التعليم الابتدائي وتعزيز الصحة العامة للجميع ومكافحة فيروس نقص المناعة وضمان الاستدامة البيئية وتيسير الشركات العالمية من أجل التنمية ومكافحة المخدرات تشكل تلك الأهداف محور الأساس في نجاح جهود القضاء على طاعون العصر والمتمثل في المخدرات ويوجد بعض التشوهات الاجتماعية في مجتمعات المخدرات مثل تهديد التماسك الاجتماعي التفاوت الاجتماعي نشوء ثقافة الإسراف نمو النزعة الفردية والاستهلاكية والتحول في القيم التقليدية والنمو الحضري السريع وفقدان احترام القانون.
التشوه الاقتصادي:
قد تنشط تجارة المخدرات غير المشروعة في هذه المجتمعات إلى حد أنها تقتلع بالفعل الأنشطة الاقتصادية المشروعة ولذلك يجب الخروج من الحلقة المفرغة للتفكك الاجتماعي وما يقترن به من مشاكل المخدرات يستلزم اتباع نهج متعدد التخصصات يشارك فيه أصحاب المصلحة على كافة المستويات، بما يشمل المواطن والأسرة والمجتمع المدني والحكومي والقطاع الخاص وتوصي الهيئة بأنه يجب على الحكومات أن تكفل تمكين الشباب من الحصول على فرص للتعليم والعمل والترويح عن النفس والتصدي لمظاهر النجاح المالي المقترن بالعمل في سوق المخدرات غير الشرعية وايجاد بدائل تكون قدوة للشباب تنفيذ برنامج شامل من تدابير الإصلاح المجتمعي.
يبلغ عدد متناولي المخدرات الذين يعانون من مشكلة الإدمان إلى 27 مليون شخص، أي ما نسبته 0.5% من عدد سكان العالم من البالغين هذا وتسبب المخدرات مثل: الهيروين، والكوكايين، في زهق أرواح نحو 0.2مليون شخص سنوياً وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تشتيت الأسر ويجلب البؤس على الآخرين ومقروناً بذلك تقويض أركان التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتسهم في ارتكاب الجرائم وزعزعة الاستقرار واضطراب الأمن وتفشي الأمراض مثل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية إن الاتجار بالمخدرات له ابعاد عالمية تربط ما بين المناطق والقارات مما تكون له أحياناً عواقب وخيمة على البلدان المتأثرة بهذه التدفقات تجدر الإشارة إلى أن معدل المخدرات غير المشروعة على الصعيد العالمي خلال الخمس سنوات المنتهية بعام 2010 ثابتاً من نسبة ت ا روحت بين 3.4 و 6.6 % من السكان ال ا رشدين )أي أعمارهم بين 10 و 64 عاماً(، بيد أن نسبة تتراوح بين 3.4%و6.6%من متناولي المخدرات مازالوا متناولين إشكاليين يعانون من اضطرابات مرتبطة بادمان المخدرات كما إن انتشار فيروس الإيدز 20% والتهاب الكبد )ج( 46.7 %، والتهاب الكبد )ب( 14.6 % في صفوف متناولي المخدرات عن طريق الحقن.
Leave a Reply