أساليب الوقاية وطرق علاج الادمان
تشكل اساليب الوقاية وطرق علاج الادمان وتطوير استراتيجيات المكافحة الهدف الرئيسي الذي تتجه البحوث المعنية بالمخدرات فانتشار الظاهرة الذي يتزايد يوما بعد أخر ويشكل تهديدا حقيقا للأفراد والمجتمعات على حد سواء برغم كل الجهود التي تبذل للحد منه تستدعي إعادة النظر في الوسائل والأدوات والتصورات التي تحكم تفاعل المعنيين مع هذه الظاهرة، ذلك أن شبكات الاستخدام غير المشروع للمخدرات يطورون وسائلهم وأدوات عملهم بشكل منقطع النظير، مما يجعل الدول والمفكرين والاقتصاديين وأصحاب القرارات معنيين بتطوير معارفهم وتحديث أساليب عملهم بغية علاج المشكلة أولا ثم العمل على وقاية المجتمع منها ووضع استراتيجيات بعيدة المدى لمكافحة الظاهرة.
ويفسر ذلك اهتمام المعنيين بموضوع البحث بمسائل العلاج والوقاية والعمل على تطوير الاستراتيجيات القادرة على وضع حد لهذا النمو الهائل في انتشار الظاهرة ويمكن تصنيف الدراسات والبحوث في هذا السياق إلى ثلاثة مجموعات رئيسية، تهتم المجموعة الأولى بمسائل العلاج وتضع مجموعة من التصورات التي تساعد أصحاب القرارات والمعنيين بطرق العلاج من أخصائيين اجتماعيين ونفسيين وأطباء وغيرهم وتوفر لهم بعض القواعد المعرفية التي تساهم في تحسين طرق التفاعل مع المرضى الذي وقعوا في قبضة التعاطي ويرغبون في التحرر من سيطرته وتولي المجموعة الثانية من الأبحاث اهتمامها بطرق منع انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وتحصين المجتمع من الأخطار الثقافية الناجمة عن الحضارة المادية التي تساعد في انتشار الظاهرة وتمكينها في المجتمع.
أما المجموعة الثالثة فهي تظهر ما تم تحقيقه وإنجازه على المستوى الدولي والإقليمي العربي في مجال مكافحة المخدرات فيتناول الباحثون فيها تطور الظاهرة على المستوى الدولي وما ا رفقها من اتفاقيات دولية تهدف إلى الحد من انتشار الوباء المدمر تأخذ قضايا العلاج من مخاطر التعاطي اهتماما كبيرا من قبل الباحثين المعنيين بقضايا المخدرات في المجتمع العربي وذلك أن الانتشار الواسع للظاهرة أوقع أعداد اً كبيرة من الناس في متاهات التعاطي ومضارة وبات من الضروري أن تبذل الجهود للعمل على معالجتهم وتحريرهم من الآثار السلبية التي تلحق قبل أن يستفحل بهم الإدمان ويقضي عليهم نهائيا .
وينطلق الباحثون من مقولة أن العلاج ممكن وليس امرا مستحيلا على الرغم من أن صعوبات كثيرة يمكن أن تظهر ويعود بعضها إلى المدمن نفسه من حيث قبوله للمعالجة ورغبته فيها ويعود بعضها الآخر إلى طبيعة الإدمان وفتراته الزمنية السابقة ودرجة تشبع الجسم بسموم المخدرات وتاريخ المخدرات التي تم تعاطيها ومن المتوقع أن تظهر معوقات تتعلق بطبيعة البيئة الاجتماعية المحيطة بالمتعاطي من أقارب وأصدقاء وجوار وجماعات الاقران في العمل وغير ذلك ويدل هذا كله على أن علاج الادمان من المخدرات ليست سهلة إلا إذا تجمعت مجموعة من العوامل تأتي في مقدمتها رغبة المتعاطي نفسه.
وطبيعة ظروف البيئة الاجتماعية المحيطة به فإذا جاءت هذه الظروف على النحو الذي يساعد على المعالجة فإن احتمالات التخلص من مرض الإدمان يعد امرا يسير بصرف النظر عن الفترة الزمنية التي يحتاجها المريض للتخلص من إدمانه والتي تزيد وتنقص تبعا لخصوصية تجربته أما في حال ضعف هذا التضافر فقد يصبح العلاج شاقا وقد تبذل جهود كبيرة من قبل الأخصائيين وأفراد الأسرة دون جدوى كبيرة واختيار مصحة متخصصة في علاج الإدمان هو امر لا يقل أهمية عما سبق بل على العكس اختيار المكان المناسب هو الأفضل لأنه سيدير عملية العلاج وسوف يدير العلاقة وتدخل الاهل والأصدقاء لمساعدة مريض الإدمان على الشفاء وليس هذا فقط بل سيوضح لهم كيف يحموه من الادمان ولو قدر الله وحدث انتكاسة كيف يتعاملون مع الامر وسرعة ادراك المشكلة.
Leave a Reply